عَالَمِي اَلمَجْنُونْ

يَلفُنِي اَلعَالَمُ اَلغَجَرِي اَلمَجْنُونْ

مَجْهُولُ اَلمَعَالِم

مُشَوَهُ اَلتَفَاصِيْل

اَلحَقَائِقُ مُخَبَأة بَأَيقُونَةٍ صَمَاء

وَتِيهٍ أَضَاعَ مَلامِحَ اَلأشْيَاء

كَيفَ لِي بِمِيْلادٍ يَكْتُبُك

وَأَنا أَرَاكَ لا تُجَاوزَ حُضُورِكَ اَلمُبَاغِت

مَا بَين اَلعَابِريْن

يَقَفُ اَلحُبُ مُلَوحاً بِكلتَا يَديَه

وَمَشْهَد اَلزِحَام يَطْوِيه كَطَيّ اَلصُحُف

يُحَاوِلُ اَلتَمَرُد

وَعَبَثًا كُلّ اَلاحتِمَالات

اَلصَيفُ أَرهَقَ مَعَهُ كُلَ شَيء

لا القُلُوبُ عَادَتْ تَتَسِع

وَلا اَلرُوحُ أَغْرَاهَا اَلحَنِيْن

اَلصَيفُ أَتلَفَ أَجْمَل اَلخَيَالاتِ اَلمُتَورِدَة

وَلا يَزَال اَلشَوقُ يُجَاوِر اَلشُرُفَات

يَطْرِقُهَا كَلّ مَسَاء

وَزُجَاجُ اَلنَوافِذِ يَعْكُسُ مَا يَشَاء

إَلا أَشْوَاقك تَقِفُ هُنَاك

تَحتَ اَلنَافِذَة

بَعَد أَنْ سَئِمَت تَوسل اَلطُرُقَات

كَمَفْجُوعٍ بِفقدَانِ خِلِ اَلسِنِين

شُيِّعَت جُثمَانُه قَبَل قَلِيل

فَلا اَلسَمَاء تُرسِلُ أَضوَائِهَا

وَلا اَلأَرض يُعَانِقُها شَوقُ سَمَائِهَا

اَلأشجَارُ تَوقَفَتْ أَغصَانُها

وَاليَمَامُ فَرّ هَارِباً

اَلظَلامُ يَكتَسِحُ اَلفَرَاغَات

غَدى اَلفِرَاش اَلغِطَاء

مَا بَين اَلذَاهِبِين اَلقَادِمِين

سِجِلاتُ ذَاهِبِينَ يَنبِضُون

فَلا اَلمَوتُ أَفرَغَهُم مِن اِنتِمَاءَاتِ اَلحَيَاة

وَلا الحَيَاةُ تَشْهَدُ فِقدَانَهُم

مُشَرَدِين مَا بَين هَذا وَذاك

ضَاقَتْ عَلَيهم اَلأرضُ رُغمَ اتِسَاعِها

وَانكَبَت عَلَيهم اَلسَمَاءُ بِطَبَقَاتِهَا

وَلَمْ يَتَبَقَ لَهم مِن أَثَر !