بعد شهرين أكمل ميلادي الأول على معرفتي وإنضمامي لمشروع الجليس لإحياء الثقافة في الكويت والذي هدفه الأساسي هوتشجيع الناس على القراءة والكتابة من خلال إنشاء نوادي خاصة بها.
فخلال نهاية الصيف الماضي كنت من المؤسسين لنادي قراءة والذي اخترنا له اسم "نادي رؤى" حيثُ أننا نؤمن بأن لكل إنسان رأي ووجهة نظر لا تفسد للود قضية بل على العكس من ذلك تساهم في خلق فكر يعي بأن هناك جوانب من حياتنا قد لا تهمنا شخصيا وإنما قد تهم الآخر وتعني له الشيء الكثير وفي نهاية المطاف نحن وهو على صواب كل من زاويته.
مشروع الجليس لم يكن مجرد مشروع بل كان ظلالاً دافئة باردة وقتنا حرارة ولهيب ما يحيط منا من توترات على شتى ميادينها ووقتنا من تقلبات أفئدة البشر، أصبح هنالك هاجس آخر يشغلنا يوحدنا بدلا من الشتات وجمود الفكر الذي يغشى على مجتمعاتنا، أصبح هناك كتاب وفكر ومعلومة وكاتب نلتف حوله كل أسبوعين أو ثلاثة حسب الإتفاق بين الأعضاء.
غدى بيننا حوار راقي وهادف يضمنا على طاولة قد تكون هي نفسها التي دار عليها خلاف أو نزاع منذ قليل من قبل آخرين في كاريبو كوفي أو مكتبة البابطين أو دار العثمان أو في أي مكان آخر يختاره الأعضاء.
أصبحنا نلتف حول جمع الثقافة ومحبي السلام إخوانا؛ مدركين بأن النزاع الذي تقتات منه مجتمعاتنا طوال سنين مضت كان من فراغ ومن اللاشيء داخل العقول البالية المتعفنة من هجرها للكتاب والفكر والمفكرين، غدونا نفتش في كل زاوية عن كتاب جديد، ورأي آخر، ونتصل بالكاتب الفلاني ونجتمع بالآخر، ونسأل عن آخر الإصدارات لهم ونهتم لأمر دور النشر، صرنا مدركين لأهمية الوقت وضرورة تقسيمه جيدا وبأن من سبقنا كان لإدراكه هذه القيمة الذهبية له ومن مصاحبته للكتاب.
أصبح الكتاب يلازمنا في كل أوقاتنا متى ما كان هنالك متسعٌ من الوقت نأخذ جرعة من صفحاته أو حتى أسطر تشعرنا بالإرتواء.
أعضاء نادي رؤى وفريق الجليس كافة حقا لأنتم من أجمل هدايا القدر في عالمي، وأنا على يقين بأنا سنظل على الدوام متصلين مهما بعثرتنا دروب الحياة؛ فهناك جسر متين يربطنا لا تقوى الأيام على إزالته فهو أصعب من إحتمالاتها.. أحبكم في الله جميعا وجمعنا المولى كجمعنا الميمون في مشروعنا هذا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.