إنْ كُنتَ قَدَري !

إنْ كُنتَ قَدَري

فَكَيفَ لي بِطَردِ مِيلاد !

أو أَنتَ أُغنِية

أَقتَاتُ بِها من بَردِ اَلمَواسم

عَلَى أَكُفِ اَلمَساءَات

رّأيتُ طَيفَك من بَين عَابِراتِ اَلحُلم

أَتُرَاكَ أَبصَرتَني

أَم أَنَكَ هَالةٌ تَجتَاحُ لِتَختَفي

لَم أَكن لأَثِق بِحبٍ كَحَياةِ اَلسَاكُورا

تَنبِت فَجْراً

لِيهلِكَها اَلغُرُوبُ مَسَاءَ

وَلَستُ أَرنُو

لِعِشقٍ كَحَياةِ الأوُركِيد

يُذهِلنَا أَمَداً قَصِيراً

وَيَبلَى

لِيُعلِن الانتِهَاءَ كَما الأعجُوبَة

أَحلمُ بَك قَدَرا

لَعلَنَي أَغرَقُ بُنوبَة حبٍ افتَراضِي

حَيثُ مَملَكة اَلظِل

نَخضَعُ لَتَفاصِيلِها !

أَكنتَ تَشكِي عُبورَ اَلمُدن

وَاتِسَاعِ جُغرَافِية الأَمكِنَة/الأزمِنَة

وَعَالمُنا يَعِجُ بَالافتَرَاض

لَم أَعُد لأَمَيزَ اَلشَعرةَ اَلفَاصَلة

مَا بَينَ وَاقِعٍ أَرَاهُ مُجَرد افتِرَاض

أَو افتِراض أَعِيشُه وَاقِعَا

أَفلاَطُون ظَلّ عُمراً يَحلِم بِمَدينَته اَلفَاضِلَة

اَلوَاقِع بَرهَن استِحَالة تَحقُقِه

وَالافتِراض يَقِف بِصَفه مُرَدِدا

لَعلَه كَان يَقطِنُ مَدينَتِه

مَن يَدرِي!!

فَلا وَاقِع بِوسِعِه عَيش افتِراض

كَم هُو اَلعَالمُ بَاهِت !

حِينَ نُجَاهِد تَشَبثِنا بِالأَسطِح

أَغرِقْنِي

أَغرِقْنِي مَعَك

وَبِك

لأَسكُنَ مَا تَسكِنه

عَلّني

أَجِد ضَالتِي

حَيثُ تَقطِن !

لحظةَ حضورٍ مُباَغِتةَ !

 

اَلعالمُ يَضِجُ حَركةَ الإحتفال

تُبَاغتُني بلحظةِ الحضور

ويُعلنُ النسيانُ ميعادَ المخاض

تسعة أشهرٍ حَمَلتكَ الذاكرة

واليومَ تَقذفُ بِكَ حَيثُ تَواجدي

مَا عَسَاهَا الدقائقُ فَاعلة !

أَجْمَعُنِي الليلة

يَقّشَعِرُ جسدي رغم حرارة حزيران

التفاصيلُ في البعادِ أجمل

أغنيةً أُرَدِدُها منذُ ظُهُورِكَ الأول

وَأَحْفَظُهَا كَرَسْمِي لِفُصُولِ الغيابِ الطويلة !

صمتٌ فصمتٌ فصمتْ

يُؤَرِقُنِي ميلادُ بوحٍ منتظر

حَتى أَعلنتُ اللابوحَ قرار

لا دَاعي لأَن نَتَوسَدُ رَحمةَ البوحِ ونقبله

يَمْضَغُنَا.. يَجْمَعُنَا

لِيُعلنَ قَذفُنَا خَارجَ حُدوده

سَئِمْنَا ألاعيبه

لن نكونَ طُعماً ليومٍ آخر !

وإن شاءَت الأقدارُ ميعادَ

فلتعقدهُ على طاولةِ النهايات

ولتَجْمع أمْرها بإقرارٍ تُشْهِدُه

حينها

قد نلتفتُ وراءً لطيفٍ قد مضى

ربما نمسكُ بآخر خيطٍ منه

قبل أن يندمل !



عَالَمِي اَلمَجْنُونْ

يَلفُنِي اَلعَالَمُ اَلغَجَرِي اَلمَجْنُونْ

مَجْهُولُ اَلمَعَالِم

مُشَوَهُ اَلتَفَاصِيْل

اَلحَقَائِقُ مُخَبَأة بَأَيقُونَةٍ صَمَاء

وَتِيهٍ أَضَاعَ مَلامِحَ اَلأشْيَاء

كَيفَ لِي بِمِيْلادٍ يَكْتُبُك

وَأَنا أَرَاكَ لا تُجَاوزَ حُضُورِكَ اَلمُبَاغِت

مَا بَين اَلعَابِريْن

يَقَفُ اَلحُبُ مُلَوحاً بِكلتَا يَديَه

وَمَشْهَد اَلزِحَام يَطْوِيه كَطَيّ اَلصُحُف

يُحَاوِلُ اَلتَمَرُد

وَعَبَثًا كُلّ اَلاحتِمَالات

اَلصَيفُ أَرهَقَ مَعَهُ كُلَ شَيء

لا القُلُوبُ عَادَتْ تَتَسِع

وَلا اَلرُوحُ أَغْرَاهَا اَلحَنِيْن

اَلصَيفُ أَتلَفَ أَجْمَل اَلخَيَالاتِ اَلمُتَورِدَة

وَلا يَزَال اَلشَوقُ يُجَاوِر اَلشُرُفَات

يَطْرِقُهَا كَلّ مَسَاء

وَزُجَاجُ اَلنَوافِذِ يَعْكُسُ مَا يَشَاء

إَلا أَشْوَاقك تَقِفُ هُنَاك

تَحتَ اَلنَافِذَة

بَعَد أَنْ سَئِمَت تَوسل اَلطُرُقَات

كَمَفْجُوعٍ بِفقدَانِ خِلِ اَلسِنِين

شُيِّعَت جُثمَانُه قَبَل قَلِيل

فَلا اَلسَمَاء تُرسِلُ أَضوَائِهَا

وَلا اَلأَرض يُعَانِقُها شَوقُ سَمَائِهَا

اَلأشجَارُ تَوقَفَتْ أَغصَانُها

وَاليَمَامُ فَرّ هَارِباً

اَلظَلامُ يَكتَسِحُ اَلفَرَاغَات

غَدى اَلفِرَاش اَلغِطَاء

مَا بَين اَلذَاهِبِين اَلقَادِمِين

سِجِلاتُ ذَاهِبِينَ يَنبِضُون

فَلا اَلمَوتُ أَفرَغَهُم مِن اِنتِمَاءَاتِ اَلحَيَاة

وَلا الحَيَاةُ تَشْهَدُ فِقدَانَهُم

مُشَرَدِين مَا بَين هَذا وَذاك

ضَاقَتْ عَلَيهم اَلأرضُ رُغمَ اتِسَاعِها

وَانكَبَت عَلَيهم اَلسَمَاءُ بِطَبَقَاتِهَا

وَلَمْ يَتَبَقَ لَهم مِن أَثَر !

عما قليل..!

أيا صفحات القدر

باركينا

إمنحينا بقايا الأثر

نحطُ على شرفاتِ المساء

نحاكي القمر

كم من زائرٍ مر به !

تأمله مرددا

سؤاله عن حبيبٍ

موبوءٍ بالفراق

من يا ترى يرممُ الشتات!

ما بين الوصلِ والعابرون

انشطرَ الفؤاد

ما عاد يكفيه زاد المسير

بداره حطت قافلةُ النهايات

عمّا قليل

يذهبُ المساء

يلازمُ رغبةَ الروح

يداوي إنحسارَ الشروق

ويكتبُ ببقعةِ القلب

بقايا حروف

وبسطرين

يؤثثُ مملكةَ العشق

لتتساقط أجزاءنا

هوينا

هوينا

تراودها أوجاع السفر !

نَاَفِذَةُ اَلرَحِيْل

جديدي الجمعة الماضية في جريدة عمان ملحق مرايا صفحة12

http://main.omandaily.om/files/pdf/2011/6/10/Maraya_10-06-11.pdf

جَمَعتُ أَشيائي اَلقَديمةِ وَاَلذكريَات

لَمْ أَعدْ أَستطيعُ اَلمِضي

أَثقَلتنِي..!

نَأتِي اَلدنيَا صَارخِين

نَمْتزج شَيئا فَشَيئا مَع اَلحَياة

وتَخْفتُ لَهجَةُ اَلصَخَب

تُغْرينَا بِالحبِ اَلذَهَبِي

تُطَّوقُنا بِتَعْويذَة

وَبَعدها تَنتشْلنَا

حَيثُ صَارَ لِلعشقِ وَاحَة

مُتَحَجّجَةً بِمدَارَاتِ اَلوقت

في كلِ زاويةٍ صدّى يُلازمُنَا

وَتَتَلاطَمُ اَلأَصْدَاءُ في اَلكَونِ اَلشَاسع

كَفَى..!

يَا ذِكْرَيَاتِ اَلسنِينِ اَلخَالية

لَا تُثِيرِي دَوِيَّ اَلاِرتِطَام

وأنيناً يَبِثُ عَدوَاه حَيثُ لَا رُكَام

أَسْكَرَنا مَرُ اَلعَابِرين

غَيَّبَتْنَا حَبْلَى اَلأُمْنِيَات

مَنْ يَا تُرَى يُرَمِم طَوقَ اَلنَجَاة !

أَرَانِي أُنَاظِرُ مِرْآَتِي فَأَرَى دَهراً

يَكْبَرُ وَنَكْبَرُ فِيه

وَعَلَّمَنِي زَمَانِي

أَنّ اَلكُل يَشِيخُ

وَتُصْبِحُ اَلأَشْيَاءُ فِي غَيرِ مَكَانِها

مُشَوَهَةً وَبِلا مَعنَى

سَأَبْتَكِرُ نَافِذَةً لِلرَحِيل

حَيثُ اَلطَائِرُ اَلسَاكنُ حِجْرِي

يَرنُو إِلى عِشِه

غَداً تَحطُ قَافِلَةُ اَلنِهَايَات

وَيَهْجُرَ رُوحِي شَهِيقُ اَلتَعَبِ..!

ضَجِيْجٌ يُبَاغِتْ

مَا بَيْنَ اَلَلحْظَةِ وَاَلأُخْرَى

أَلْفُ مِيْلاَدٍ

وَأَلْفُ إِشْتِهَاء

بِئرُ فَوَاجِع

وَبَحْرُ دموعٍ

إِطْفَاءُ أَضْوَاءٍ

وَبِدَايَةُ عمرِ اَلشْمُوع

لمْ تَأتِ فَسَكَنَ اَلوِجُود

ضَاقَتْ جِدْرَانِي اَلأَربَعَة

فَأنْكَبَّ اَلسَقْفُ عَلَى صَدْرِي

***

اَلكَونُ أَخَرَسْ اَلَليْلَة

إِلاَ مِنْ ضَجِيْجٍ يُبَاغِتْ

شَمْعَتِي أَخْطَأَتْ مِيْلاَدِها

سَابِحَةً فِي بُحَيْرَةِ اَلذَوَبَان

تَدَّعِي اَلصُمُودَ حِيْنَ اَلوَهْن

وَعَبَثاً إِحْتِمَالاَتِها

تُحَاوِلُ اَلثَبَات

فَتَكْسِرُهَا اَلإِنْحِناَءَة

بَكَتْ

فَزَادَتْ تَبَعْثُرِي مِسَاحَة

***

قَمَرٌ وَأَمِيْرَة

كلٌ مِنْهُمَا فِي بُقْعَة

يُؤَثِثُ مَمَلَكَةَ اَلْمَجْهُول

لَمْ يَلْتَقِ بِها

وَلاَ تَعْرِفَهُ اَلبَتَة

سَئِمَ اَلقَمَرُ نِجُوماً تُطَّوِقُه

تَسْتَمِيْلُهُ لَيْلاً

بِلاَ جَدْوَى

وَحِيْنَ أَكْمَلَ بَاقِي اَلْمَلاَمِح

فَرَّ هَارِباً

وَاصْطَدَمَ نُورَهُ بِظِلِ اَلأَمِيْرَة

كَانَتْ تَمْشِي عَلَى اَلأَرْض

فَخَطَفَهَا بِهَالَةِ إِسْتِشْعَارِه

إِلَى سَمَاءِ عِشْقِه

نَاَفِذَةُ اَلرَحِيْل

جَمَعتُ أَشيائي اَلقَديمةِ وَاَلذكريَات

لَمْ أَعدْ أَستطيعُ اَلمِضي

أَثقَلتنِي..!

.........................................

قريباً

في جريدة عمان_ملحق مرايا الجمعة 10/6/2011